عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام
هلا بيكم في منتدى عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام نرجو تسجيلكم في المنتدى ومساعدتنا في نشر علوم اهل البيت عليهم السلام ونرحب بكم مر وقضاء وقت ممتع معنا ادارة المنتدى
عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام
هلا بيكم في منتدى عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام نرجو تسجيلكم في المنتدى ومساعدتنا في نشر علوم اهل البيت عليهم السلام ونرحب بكم مر وقضاء وقت ممتع معنا ادارة المنتدى
عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام

عشاق الحسين اهالي ذي قار (الناصرية)
 
الرئيسيةاتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخولfacebookفي حب الحسين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



اللهم صل على محمد وال محمد
صلوات على محمد وال محمد اللهم صل على محمد وال محمد

 

 الميزان في تفسير القران الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 940
نقاط : 2781
من لم يشكر الناس لم يشكر الله : 0
تاريخ التسجيل : 17/07/2012
العمر : 28
الموقع : back95.allahmountada.com

الميزان في تفسير القران الكريم  Empty
مُساهمةموضوع: الميزان في تفسير القران الكريم    الميزان في تفسير القران الكريم  Icon_minitimeالأحد سبتمبر 23, 2012 3:26 pm

اقتباس :
هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

محمد ناصر ذي قار والله ولي التوفيق

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.


الميزان في تفسير القرآن

الجزء الثامن
جيد جداً جيد جداً صلوات على محمد وال م صلوات على محمد وال م صلوات على محمد وال م صلوات على محمد وال م صلوات على محمد وال م



العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي


الصفحة 1

الميزان في تفسير القرآن 8

الصفحة 2


الصفحة 3

الميزان في تفسير القرآن كتاب عملي، فني، فلسفي، أدبي، تاريخي، روائي، اجتماعي، حديث يفسر القرآن بالقرآن تأليف العلامة السيد محمد جسين الطباطبائي قدس سره الجزء الثامن منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة
الصفحة 4

تمتاز هذه الطبعة عن غيرها بالتحقيق والتصحيح الكامل وإضافات وتغييرات هامة من قبل المؤلف قدس سره
الصفحة 5

بسم الله الرحمن الرحيم

(سورة الاعراف مكية وهي مائتا وستة آية)

بسم الله الرحمن الرحيم

1- المص .
2- كتاب انزل إليك فلا يمكن في صدرك حرج لتنذر يه وذكرى للمؤمنين .
3- ابتغوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون .
4- وكم من قرية اهلكناها فجاءها باسنا بياتا ما هم قائلون .
5- فما كان دعويهم إذ جاءهم باسنا إلا قالوا إنا كنا ظالمين .
6- فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين.
7- فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين .
8- ولوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينة فاولئك هم المفحلون .
9- ومن خفت موازينة فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون .
(بيان) السورة تشتمل من الغرض على مجموع ما تشتمل عليه السور المصدرة بالحروف المقطعة " ألم " والسورة المصدرة بحرف " ص " فليكن على ذكر منك حتى نستوفي ما
الصفحة 6

استيفاؤه من البحث في أول سورة حم عسق إن شاء الله تعالى عن الحروف المقطعة القرآنية.
والسورة كأنها تجعل العهد الالهي المأخوذ من الانسان على أن يعبد الله ولا يشرك به شيئا أصلا يبحث عما آل إليه أمره بحسب مسير الانسانية في الامم والاجيال فأكثرهم نقضوه ونسوه ثم إذا جاءتهم آيات مذكرة لهم أو أنبياء يدعونهم إليه كذبوا وظلموا بها ولم يتذكر بها إلا الاقلون.
وذلك أن العهد الالهي الذي هو إجمال ما تتضمنه الدعوة الدينية الالهية إذا نزل بالانسان - وطبائع الناس مختلفة في استعداد القبول والرد - تحول لا محالة بحسب أماكن نزوله والاوضاع والاحوال والشرائط الحافة بنفوس الناس فأنتج في بعض النفوس - وهي الطاهرة الباقية على أصل الفطرة - الاهتداء إلى الايمان بالله وآياته، وفي آخرين وهم الاكثرون ذووا النفوس المخلدة إلى الارض المستغرقة في شهوات الدنيا خلاف ذلك من الكفر والعتو.
واستتبع ذلك ألطافا إلهية خاصة بالمؤمنين من توفيق ونصر وفتح في الدنيا، ونجاة من النار وفوز بالجنة وأنواع نعيمها الخالد في الآخرة، وغضبا ولعنا نازلا على الكافرين وعذابا واقعا يهلك جمعهم، ويقطع نسلهم، ويخمد نارهم، ويجعلهم أحاديث ويمزقهم كل ممزق، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون.
فهذه هي سنة الله التي قد خلت في عباده وعلى ذلك ستجري، والله يحكم لا معقب لحكمه وهو على صراط مستقيم.
فتفاصيل هذه السنة إذا وصفت لقوم ليدعوهم ذلك إلى الايمان بالله وآياته كان ذلك إنذارا لهم، وإذا وصفت لقوم مؤمنين ولهم علم بربهم في الجملة ومعرفة بمقامه الربوبي كان ذلك تذكيرا لهم بآيات الله وتعليما بما يلزمه من المعارف وهي معرفة الله ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا وسنته الجارية في الآخرة والاولى وهذا هو الذي يلوح من قوله تعالى في الآية الثانية من السورة: " لتنذر به وذكرى للمؤمنين " أن غرضها هو الانذار والذكرى.
والسورة على أنها مكية - إلا آيات اختلف فيها - وجه الكلام فيها بحسب
الصفحة 7

الطبع إلى المشركين وطائفة قليلة آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما يظهر من آيات أولها وآخرها إنذار لعامة الناس بما فيها من الحجة والموعظة والعبرة، وقصة آدم (عليه السلام) وإبليس وقصص نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى (عليهم السلام)، وهي ذكرى للمؤمنين تذكرهم ما يشتمل عليه إجمال إيمانهم من المعارف المتعلقة بالمبدأ والمعاد والحقائق التي هي آيات إلهية.
والسورة تتضمن طرفا عاليا من المعارف الالهية منها وصف إبليس وقبيله، ووصف الساعة والميزان والاعراف وعالم الذر والميثاق ووصف الذاكرين لله، وذكر العرش، وذكر التجلي، وذكر الاسماء الحسنى، وذكر أن للقرآن تأويلا إلى غير ذلك.
وهي تشتمل على ذكر إجمالي من الواجبات والمحرمات كقوله: " قل أمر ربي بالقسط " الآية 29، وقوله: " إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن " الآية 33، وقوله: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " الآية 32 فنزولها قبل نزول سورة الانعام التي فيها قوله: " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه " الآية الانعام: 145، فإن ظاهر الآية أن الحكم بإباحة غير ما استثنى من المحرمات كان نازلا قبل السورة فالاشارة بها إلى ما في هذه السورة.
على أن الاحكام والشرائع المذكورة في هذه السورة أوجز وأكثر إجمالا مما ذكر في سورة الانعام في قوله: " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " الآيات، وذلك
يؤيد كون هذه السورة قبل الانعام نزولا على ما هو المعهود من طريقة تشريع الاحكام في الاسلام تدريجا آخذا من الاجمال إلى التفصيل.
قوله تعالى: " المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين " تنكير الكتاب وتوصيفه بالانزال إليه من غير ذكر فاعل الانزال كل ذلك للدلالة على التعظيم ويتخصص وصف الكتاب ووصف فاعله بعض التخصص بما يشتمل عليه قوله: " فلا يكن في صدرك حرج منه " من التفريع كأنه قيل: هذا كتاب مبارك يقص آيات الله أنزله إليك ربك فلا يكن في صدرك حرج منه كما أنه لو كان كتابا غير الكتاب وألقاه إليك ربك لكان من حقه أن يتحرج ويضيق منه صدرك لما في تبليغه ودعوة الناس إلى ما يشتمل عليه من الهدى من المشاق والمحن.
الصفحة 8

وقوله: " لتنذر به " غاية للانزال متعلقة به كقوله: " وذكرى للمؤمنين " وتخصيص الذكرى بالمؤمنين دليل على أن الانذار يعمهم وغيرهم، فالمعنى: أنزل إليك الكتاب لتنذر به الناس وهو ذكرى للمؤمنين خاصة لانهم يتذكرون بالآيات والمعارف الالهية المذكورة فيها مقام ربهم فيزيد بذلك إيمانهم وتقر بها أعينهم، وأما عامة الناس فإن هذا الكتاب يؤثر فيهم أثر الانذار بما يشتمل عليه من ذكر سخط الله وعقابه للظالمين في الدار الآخرة، وفي الدنيا بعذاب الاستئصال كما تشرحه قصص الامم السالفة.
ومن هنا يظهر: أن قول بعضهم: إن قوله: " لتنذر به " متعلق بالحرج والمعنى: لا يكن في صدرك حرج للانذار به، ليس بمستقيم فان تعقبه بقوله: " وذكرى للمؤمنين " بما عرفت من معناه يدفع ذلك.
ويظهر أيضا ما في ظاهر قول بعضهم: إن المراد بالمؤمنين كل من كان مؤمنا بالفعل عند النزول ومن كان في علم الله أنه سيؤمن منهم ! فأن الذكرى المذكور في الآية لا يتحقق إلا فيمن كان مؤمنا بالفعل.
قوله تعالى: " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون " لما ذكر لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كتاب أنزل إليه لغرض الانذار شرع في الانذار ورجع من خطابه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى خطابهم فإن الانذار من شأنه أن يكون بمخاطبة المنذرين - اسم مفعول - وقد حصل الغرض من خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وخاطبهم بالامر باتباع ما أنزل إليهم من ربهم، وهو القرآن الآمر لهم بحق الاعتقاد وحق العمل أعني الايمان بالله وآياته والعمل الصالح الذين يأمر بهما الله سبحانه في كتابه وينهى عن خلافهما، والجملة أعني قوله: " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم " موضوعة وضع الكناية كنى بها عن الدخول تحت ولاية الله سبحانه والدليل عليه قوله " ولا تتبعوا من دونه أولياء " حيث لم يقل في مقام المقابلة: ولا تتبعوا غير ما أنزل إليكم.
والمعنى: ولا تتبعوا غيره تعالى - وهم كثيرون - فيكونوا لكم أولياء من دون الله قليلا ما تذكرون، ولو تذكرتم لدريتم أن الله تعالى هو ربكم لا رب لكم سواه فليس لكم من دونه أولياء.
الصفحة 9

قوله تعالى: " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون " تذكير لهم بسنة الله الجارية في المشركين من الامم الماضية إذ اتخذوا من دون الله أولياء فأهلكهم الله بعذاب أنزله إليهم ليلا أو نهارا فاعترفوا بظلمهم.
و " البيات " التبييت وهو قصد العدو ليلا، و " القائلون " من القيلولة وهو النوم نصف النهار، وقوله: " بياتا أو هم قائلون " ولم يقل ليلا أو نهارا كأنه للاشارة إلى أخذ العذاب إياهم وهم آخذون في النوم آمنون مما كمن لهم من البأس الالهي الشديد غافلون مغفلون.
قوله تعالى: " فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين " تتميم للتذكير يبين أن الانسان بوجدانه وسره يشاهد الظلم من نفسه إن اتخذ من دون الله أولياء بالشرك، وأن السنة الالهية أن يأخذ منه الاعتراف بذلك ببأس العذاب إن لم يعترف به طوعا ولم يخضع لمقام الربوبية فليعترف اختيارا وإلا فسيعترف اضطرارا.
قوله تعالى: " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " دل البيان السابق على أنهم مكلفون بتوحيد الله سبحانه موظفون برفض الاولياء من دونه غير مخلين وما فعلوا، ولا متروكون وما شاؤوا، فإذا كان كذلك فهم مسؤولون عما أمروا به من الايمان والعمل الصالح، وما كلفوا به من القول الحق، والفعل الحق وهذا الامر والتكليف قائم بطرفين: الرسول الذي جاءهم به والقوم الذين جاءهم، ولهذا فرع على ما تقدم من حديث إهلاك القرى وأخذ الاعتراف منهم بالظلم قوله: " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ".
وقد ظهر بذلك أن المراد بالذين أرسل إليهم الناس وبالمرسلين الانبياء والرسل (عليهم السلام)، وما قيل: أن المراد بالذين أرسل إليهم الانبياء، وبالمرسلين الملائكة لا يلائم السياق إذ لا وجه لاخراج المشركين عن شمول السؤال والكلام فيهم.
على أن الآية التالية لا تلائم ذلك أيضا.
على أن الملائكة لم يدخلوا في البيان السابق بوجه لا بالذات ولا بالتبع.
قوله تعالى: " فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين " دل البيان السابق على أنهم مربوبون مدبرون فسيسألون عن أعمالهم ليجزوا بما عملوا، وهذا إنما يتم فيما إذا كان
الصفحة 10

السائل على علم من أمر أعمالهم فإن المسؤول لا يؤمن أن يكذب لجلب النفع إلى نفسه ودفع الضرر عن نفسه في مثل هذا الموقف الصعب الهائل الذي يهدده بالهلاك الخالد والخسران المؤبد.
ولذلك فرع عليه قوله: " فلنقصن عليهم بعلم " الخ، وقد نكر العلماء للاعتناء بشأنه وأنه علم لا يخطئ ولا يغلط، ولذلك أكده بعطف قوله: " وما كنا غائبين " عليه للدلالة على أنه كان شاهدا غير غائب وأن وكل عليهم من الملائكة من يحفظ عليهم أعمالهم بالكتابة فإنه بكل شئ محيط.
قوله تعالى: " والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون إلى آخر الآيتين " الآيتان تخبران عن الوزن وهو توزين الاعمال أو الناس العاملين من حيث عملهم، والدليل عليه قوله تعالى: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة - إلى أن قال - وكفى بنا حاسبين " الانبياء: 47، حيث دل على إن هذا الوزن من شعب حساب الاعمال، وأوضح منه قوله: " يومئذ يصدر الناس إشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " الزلزال: 8، حيث ذكر العمل وأضاف الثقل إليه خيرا وشرا.
وبالجملة الوزن إنما هو للعمل دون عامله فالآية تثبت للعمل وزنا سواء كان خيرا أو شرا غير أن قوله تعالى: " اولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " الكهف: 105، يدل على أن الاعمال في صور الحبط - وقد تقدم الكلام فيه في الجزء الثاني من هذا الكتاب - لا وزن لها أصلا، ويبقى للوزن أعمال من لم تحبط أعماله.
فما لم يحبط من الاعمال الحسنة والسيئة له وزن يوزن به لكن الآيات في عين أنها تعتبر للحسنات والسيئات ثقلا إنما تعتبر فيها الثقل الاضافي وترتب القضاء الفصل عليه بمعنى أن ظاهرها أن الحسنات توجب ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان لا أن توزن الحسنات فيؤخذ ما لها من الثقل ثم السيئات ويؤخذ ما لها من الثقل ثم يقايس الثقلان فأيهما كان أكثر كان القضاء له فإن كان الثقل للحسنة كان القضاء بالجند وإن كان للسيئة كان القضاء بالنار، ولازم ذلك صحة فرض أن يتعادل الثقلان كما في الموازين الدائرة بيننا من ذي الكفتين والقبان وغيرهما.
الصفحة 11

لا بل ظاهر الآيات أن الحسنة تظهر ثقلا في الميزان والسيئة خفة فيه كما هو ظاهر قوله: " فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون " ونظيره قوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك هم الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون " المؤمنون: 103، وقوله تعالى: " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية " القارعة: 11، فالآيات كما ترى تثبت الثقل في جانب الحسنات دائما والخفة في جانب السيئات دائما.
ومن هناك يتأيد في النظر أن هناك أمرا آخر تقايس به الاعمال والثقل له فما كان منها حسنة انطبق عليه ووزن به وهو ثقل الميزان، وما كان منها سيئة لم ينطبق عليه ولم يوزن به وهو خفة الميزان كما نشاهده فيما عندنا من الموازين فإن فيها مقياسا وهو الواحد من الثقل كالمثقال يوضع في أحدى الكفتين ثم يوضع المتاع في الكفة الاخرى فإن عادل المثقال وزنا بوجه على ما يدل عليه الميزان أخذ به وإلا فهو الترك لا محالة، والمثقال في الحقيقة هو الميزان الذي يوزن به وأما القبان وذو الكفتين ونظائرهما فهي مقدمة لما يبينه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلا وخفة كما أن واحد الطول وهو الذراع أو المتر مثلا ميزان يوزن به الاطوال فإن انطبق الطول على الواحد المقياس فهو وإلا ترك.
ففي الاعمال واحد مقياس توزن به فللصلاه مثلا ميزان توزن به وهي الصلاة التامة التي هي حق الصلاة، وللزكاة والانفاق نظير ذلك، وللكلام والقول حق القول الذي لا يشتمل على باطل، وهكذا كما يشير إليه قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " آل عمران: 102.
فالاقرب إلى هذا البيان أن يكون المراد بقوله: " والوزن يومئذ الحق " أن الوزن الذي يوزن به الاعمال يومئذ إنما هو الحق فبقدر اشتمال العمل على الحق يكون اعتباره وقيمته والحسنات مشتملة على الحق فلها ثقل كما أن السيئات ليست إلا باطلة فلا ثقل لها، فالله سبحانه يزن الاعمال يومئذ بالحق فما اشتمل عليه العمل من الحق فهو وزنه وثقله.
الصفحة 12

ولعله إليه الاشارة بالقضاء بالحق في قوله: " وأشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " الزمر: 69
والكتاب الذي ذكر الله أنه يوضع يومئذ - وإنما يوضع للحكم به - هو الذي أشار إليه بقوله: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " الجاثيه: 29، فالكتاب يعين الحق وما اشتمل عليه العمل منه، والوزن يشخص مقدار الثقل.
وعلى هذا فالوزن في الآية بمعنى الثقل دون المعنى المصدري، وإنما عبر بالموازين بصيغة الجمع في قوله:، " فمن ثقلت موازينه " " ومن خفت موازينه " الدال على أن لكل أحد موازين كثيرة من جهة اختلاف الحق الذي يوزن به باختلاف الاعمال فالحق في الصلاة وهو حق الصلاة غير الحق في الزكاة والصيام والحج وغيرها، وهو ظاهر، فهذا ما ينتجه البيان السابق.
والذي ذكره جمهور المفسرين في معنى قوله: " والوزن يومئذ الحق " أن الوزن مرفوع على الابتداء ويومئذ ظرف والحق صفة الوزن وهو خبره والتقدير: والوزن يومئذ الوزن الحق وهو العدل، ويؤيده قوله تعالى في موضع آخر: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة " الانبياء: 47.
وربما قيل: إن الوزن مبتدأ وخبره يومئذ والحق صفة الوزن والتقدير والوزن الحق إنما هو في يوم القيامة وقال في الكشاف: ورفعه يعني الوزن على الابتداء وخبره يومئذ، والحق صفته أي والوزن يوم يسأل الله الامم ورسلهم الوزن الحق أي العدل (انتهى) وهو غريب إلا أن يوجه بحمل قوله: الوزن الحق " الخ " على الاستئناف.
وقوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه " الموازين جمع ميزان على ما تقدم من البيان ويؤيده الآية المذكورة آنفا: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة " والانسب بما ذكره القوم في معنى قوله: " والوزن يومئذ الحق " أن يكون جمع موزون وهو العمل وإن إمكن أن يجعل جمع ميزان ويوجه تعدد الموازين بتعدد الاعمال الموزونة بها.
لكن يبقى الكلام على قول المفسرين أن الوزن الحق هو العدل في تصوير معنى ثقل الموازين بالحسنات وخفتها بالسيئات فإن فيما يوزن به الاعمال حسناتها وسيئاتها خفاء، والقسط وهو العدل صفة للتوزين وهو نعت لله سبحانه على ما يظهر من قوله:
الصفحة 13

" ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الانبياء: 47، فإن ظاهر قوله: " فلا تظلم "، الخ أن الله لا يظلمهم فالقسط قسطه وعدله فليس القسط هو الميزان يومئذ بل وضع الموازين هو وضع العدل يومئذ، فافهم ذلك.
وهذا هو الذي بعثهم على أن فسروا ثقل الموازين برجحانها بنوع من التجوز فالمراد بثقل الموازين رجحان الاعمال بكونها حسنات وخفتها مرجوحيتها بكونها سيئات ومعنى الآية: والوزن يومئذ العدل أي الترجيح بالعدل فمن رجحت أعماله لغلبة الحسنات فاولئك هم المفلحون، ومن لم يترجح أعماله لغلبة سيئاته فاولئك الذين خسروا أنفسهم أي ذهبت رأس مالهم الذي هو أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون لتكذيبهم بها.
ويعود الكلام حينئذ إلى الملاك الذي به تترجح الحسنة على السيئة وسيما إذا اختلطت الاعمال واجتمعت حسنات وسيئات، والحسنات والسيئات مختلفة كبرا وصغرا فما هو الملاك الذي يعلم به غلبة أحد القبيلين على الآخر؟ فإخباره تعالى بإن أمر الوزن جار على العدل يدل على جريانه بحيث تتم به الحجة يومئذ على العباد فلا محالة هناك أمر تشتمل عليه الحسنة دون السيئة وبه الترجيح وبه يعلم غلبة الثقيل على الخفيف والحسنة على السيئة إذا اجتمعت من كل منهما عدد مع الاخرى وإلا لزم القول بالجزاف البتة.
وهذا كله مما يؤيد ما قدمناه من الاحتمال، وهو أن يكون توزين الاعمال بالحق، وهو التوزين العادل فمن ثقلت موازينه باشتمال أعماله على الحق فاولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه لعدم اشتمال أعماله على الحق الواجب في العبودية فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون بتكذيبهم بها وعدم تزودهم بما يعيشون به هذا اليوم فقد أهلكوا أنفسهم بما أحلوها دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار.
فقد تبين بما قدمناه أولا: أن الوزن يوم القيامة هو تطبيق الاعمال على ما هو الحق فيها، وبقدر اشتمالها عليه تستعقب الثواب وإن لم تشتمل فهو الهلاك، وهذا التوزين هو العدل والكلام في الآيات جار على ظاهره من غير تأويل.
وقيل: إن المراد بالوزن هو العدل، وثقل الميزان هو رجحان العمل فالكلام موضوع على نحو من الاستعارة، وقد تقدم.
الصفحة 14

وقيل: إن الله ينصب يوم القيامة ميزانا له لسان وكفتان فتوزن به أعمال العباد من الحسنات والسيئات، وقد اختلف هؤلاء في كيفية توزين الاعمال، وهي أعمال انعدمت بصدورها، ولا يجوز إعادة المعدوم من الاعراض عندهم، على أنها لا وزن لها، فقيل: إنما توزن صحائف الاعمال لا أنفسها، وقيل: تظهر للاعمال من حسناتها وسيئاتها آثار وعلائم خاصة بها فتوزن العلامات بمشهد من الناس، وقيل: تظهر الحسنات في صور حسنة والسيئات في صور قبيحة منكرة فتوزن الصور، وقيل توزن نفس المؤمن والكافر دون أعمالهما من حسنة أو سيئة، وقيل: الوزن ظهور قدر الانسان، وثقل الميزان كرامته وعظم قدره، وخفة الميزان هوانه وذلته.
وهذه الاقوال على تشتتها لا تعتمد على حجة من ألفاظ الآيات، وهي جميعا لا تخلو عن بناء الوزن الموصوف على الجزاف لان الحجة لا تتم بذلك على العبد، وقد تقدمت الاشارة إلى ذلك.
وثانيا: أن هناك بالنسبة إلى كل إنسان موازين توزن بها أعماله والميزان في كل باب من العمل هو الحق الذي يشتمل عليه ذلك العمل - كما تقدم - فإن يوم القيامة هو اليوم الذي لا سلطان فيه إلا للحق ولا ولاية فيه إلا لله الحق، قال تعالى: " ذلك اليوم الحق " النبأ: 39، وقال تعالى: " هنالك الولاية لله الحق " الكهف: 44، وقال: " هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون " يونس: 30.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال: سوره الاعراف نزلت بمكه.
أقول: ورواه أيضا عن ابن مردويه عن ابن الزبير.
وفيه أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة قال: آية من الاعراف مدنية، وهي " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " إلى آخر الآية، وسائرها مكية.
أقول: وهو منه اجتهاد وسيأتي ما يتعلق به من الكلام.
الصفحة 15

وفيه قوله تعالى: " فلنسألن الذين أرسل إليهم " الآية أخرج أحمد عن معاوية بن حيده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن ربي داعي وإنه سائلي: هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه.
وفيه: أخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامام يسأل عن الناس، والرجل يسأل عن أهله، والمرأة تسأل عن بيت زوجها، والعبد يسأل عن مال سيده.
أقول: وفي هذا المعنى روايات كثيرة، والروايات في السؤال يوم القيامة كثيرة واردة من طرق الفريقين سنورد جلها في موضع يناسبها إن شاء الله تعالى.
وفيه: أخرج أبو الشيخ عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار.
وفيه: أخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص عن علي بن أبي طالب قال: من كان ظاهره أرجح من باطنه خفف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.
أقول: الروايتان لا بأس بهما من حيث المضمون لكنهما لا تصلحان لتفسير الآيتين ولم تردا له لاخذ الرجحان فيهما في جانبي الحسنة والسيئة جميعا.
وفيه: أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: خلق الله كفتي الميزان مثل السماء والارض فقالت الملائكة: يا ربنا من تزن بهذا؟ قال: أزن به من شئت، وخلق الله الصراط كحد السيف فقالت الملائكة: يا ربنا من تجيز على هذا؟ قال: أجيز عليه من شئت.
أقول: وروى الحاكم في الصحيح عن سلمان مثله، وظاهر الرواية أن الميزان يوم القيامة على صفة الميزان الموجود في الدنيا المعمول لتشخيص الاثقال وهناك روايات متفرقة تشعر بذلك، وهي واردة لتقريب المعنى إلى الافهام الساذجة بدليل ما سيوافيك من
الروايات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://back95.yoo7.com
 
الميزان في تفسير القران الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الميزان في تفسير القران الكريم الصفحة31
» الميزان في تفسير القران الكريم الجزء الثامن
» صور القران الكريم
» تحميل القران الكريم
» فضل الاستماع الى القران الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عشاق وعاشقات اهل البيت عليهم السلام :: فئة الاسلامية والحسينية :: منتدى الاسلامية-
انتقل الى: