متظاهرون يرمون الحجارة على سيارة للشرطة يوم الخميس، 13 أيلول/سبتمبر، في القاهرة خلال مظاهرات ضد فيلم مسيء للنبي محمد صل الله عليه وال وسلم

افديك بدمي يارسول الله

اقتباس :: تواصلت المظاهرات ضد الفيلم الذي اعتبر مسيئا للنبي محمد (ص) في القاهرة يوم الخميس، 13 أيلول/سبتمبر، وسط دعوات من هيئات دينية ونشطاء تناشد المتظاهرين ممارسة ضبط النفس والتظاهر بشكل سلمي.

وكانت الشرطة المصرية قد استخدمت يوم الخميس القنابل المسيلة للدموع حين قام المتظاهرون برمي الزجاجات والحجارة على القوى الأمنية التي تحمي السفارة الأميركية، حيث تجمع آلاف المتظاهرين منذ يوم الثلاثاء احتجاجاً على الفيلم.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن 13 شخصاً أصيبوا بجروح خلال اشتباكات متفرقة ليل الأربعاء خارج السفارة. وصعد بعض المتظاهرين سور السفارة وقاموا بإنزال العلم الأميركي واستبدلوه بعلم إسلامي أسود، يشبه الأعلام التي تعتمدها بعض الجماعات المتشددة، قبل أن تتدخل قوات الجيش والشرطة وتقوم بتأمين محيط السفارة من دون اللجوء إلى القوة.

وتزامن ذلك مع الإعتداء المسلح على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا فجر الأربعاء والذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز. كما قتل عدد من الحراس الأمنيين الليبيين.
حق التظاهر يجب ألا "يتجاوز حدود الآداب الإسلامية"

"أعترض بشدة على الإساءة لنبي الإسلام محمد، عليه الصلاة والسلام، ولكن السلمية أهم شيء في توصيل رسالتي، وليس اقتحام المباني والسفارات"، هكذا قال مصطفى عثمان، 26 عاما، بينما كان متوجها للمشاركة في تظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة يوم الأربعاء.

وعلى بعد أمتار من عثمان، وقف ممدوح جورج، 20 عاما، وهو قبطي وطالب بكلية الحقوق أصر على التظاهر حاملا لافتة بيضاء كتب عليها "ندافع عن الهلال والصليب مع بعضنا، سلميا".

مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، كانتا من أول الجهات التي أصدرت بيانات تدين الإساءة للأديان وتدعو المتظاهرين المتواجدين أمام السفارة الأميركية وفي وسط المدينة إلى الالتزام بالسلمية.

وقالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في بيان لها أصدرته يوم الأربعاء، إن ردود الفعل من جانب المسلمين "يجب أن تتسم بالحكمة، وأن تزيد من إيضاحها لحقائق الإسلام ومقدساته ورموزه".

وأضافت أنه يجب أن يتحلى العقل المسلم بالوعي والرؤية الموضوعية لحقيقة هذه المشاكل.

ودعا البيان جماهير الأمة الإسلامية إلى الحرص على "ألا يتجاوز الغضب المشروع لله ورسوله، حدود الآداب الإسلامية، وذلك حتى لا نأخذ البريء بذنب المُسيء، ولا نسيء إلى الوحدة الوطنية لشعوب أمتنا".

أما الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، فقالت في بيان رسمي على لسان الأنبا باخوميوس قائم مقام البابا يوم الثلاثاء، إن الكنيسة تتبرأ ممن ساهم بإنتاج الفيلم الذي يشكل ازدراء للأديان.

وأضاف البيان أن الكنيسة ترفض أي مساس بعقائد ومشاعر دينية، وأنها تتضامن مع المواطنين في التعبير عن رأيهم بشكل سلمي.
مسؤولون مصريون والإخوان المسلمون يدينون استخدام العنف

من جهته، دان الرئيس المصري محمد مرسي يوم الخميس "الاعتداءات" على النبي محمد مشدداً على رفضه للعنف.

وقال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي المصري خلال زيارته إلى بروكسل "نحن المصريون جميعا نرفض أي نوع من أنواع التعدي أو الاساءة إلى رسولنا. أدين واتصدى لكل من [...] يمارس أي نوع من أنواع الاساءة إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم".

وتابع قائلا "من واجبنا نحن ومن صميم ديننا أن نحمي ضيوفنا وأن نحمي من يأتي علينا من خارج أوطاننا [...] وأدعو الجميع إلى أخذ ذلك في عين الاعتبار واحترام القانون المصري [...] وعدم الاعتداء على السفارات" مضيفاً "إن الاعتداء على السفارات لا تعبر عنا".

ودان مرسي الاعتداء على القنصلية الأميركية يوم الثلاثاء في بنغازي.

وقال مرسي "ندين ما حصل في بنغازي".

وأضاف "نعلم جميعا أن حرمة النفس وقتل الأبرياء والعدوان على الانسان عموم الانسان يرفضه الاسلام. التعبير عن الرأي .. حرية التظاهر والاعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات العامة والخاصة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفارات".

وقال مرسي الذي كان قد تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه عبر له عن ضرورة اتخاذ "إجراءات قانونية رادعة ضد كل من يحاولون تخريب العلاقات بين [...] الشعبين المصري والأميركي".

كذلك دعا مجلس الوزراء المصري يوم الأربعاء الشعب المصري إلى التحلي بضبط النفس، وقال في بيان تلاه رئيس الوزراء المصري هشام قنديل خلال مؤتمر صحافي "إن الفيلم مسيء للنبي وهو في منتهى التدني الأخلاقي".

وأضاف قائلا "إننا نناشد شعب مصر العظيم أن يلتزم في التعبير عن الغضب بضبط النفس".

وقال الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي بإسم جماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات للشرفة إن التظاهر السلمي حق مشروع لكل المصريين، وخاصة عندما يتم إهانة عقيدتهم.

وأضاف "نحن مع التظاهر السلمي لكننا نرفض أي شكل من أشكال الاقتحام للسفارات، ونرفض إنزال العلم الأميركي من أعلى السفارة".
النشطاء يرفضون العنف في التعبير عن الرأي

هذا ودعا نشطاء انضموا للمظاهرات في القاهرة للتحلي بضبط النفس وأدانوا استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الرأي.

وقال الناشط القبطي أيمن جورج في حديث للشرفة، "إن الخروج في مظاهرة سلمية جاء للتعبير عن غضبنا نحن المصريون ضد الإساءة لشخص الرسول محمد والإسلام دين المحبة والتسامح".

وأضاف أن الإعتداء على السفارة الأميركية في ليبيا كان مصدر حزن كبير للمتظاهرين في القاهرة، وأن الجميع يسعى للحفاظ على سلمية المظاهرة وعدم الإعتداء على البعثات الدبلوماسية في مصر.

بدوره، قال الناشط السياسي جورج إسحق للشرفة إن حادث الإعتداء على السفارات الأميركية هو حادث "مؤسف للغاية حيث قتل أبرياء لا ذنب لهم"، مضيفا أن استخدام العنف كوسيلة للتعبير يفقد القيمة التي تحملها الاحتجاجات السلمية، ويضيّع الحقوق والرسالة التي يحملها المتظاهرون.

وأشار إلى أن "خروج المسيحيين إلى جانب المسلمين في التظاهرات ضد الإساءة للإسلام هو تعبير عن رغبة المصريين في إعلاء المواطنة فوق أي محنة، وإحترامهم كل لدين الآخر".

أما عصام دربالة، القيادي بالجماعة الإسلامية، فأكد أنه من حق جميع المسلمين والعرب الخروج في تظاهرات سلمية للتعبير عن موقفهم ضد الإساءة للرسول.

وأكد للشرفة أن "العنف ليس الحل"، وأن هناك ضوابط تتعلق بالتظاهر السلمي يجب الإلتزام بها من ضمنها عدم التعدي على أي سفارة من السفارات القائمة على أرض مصر، والتي "تلتزم الدولة بحمايتها وفاء بالتزاماتها الدولية التي وقعت عليها".

ولفت إلى أن "المسيحيين الأقباط رفضوا هذا السلوك، ووقفوا دفاعا عن الإسلام، وهذا من شأنه إثبات روح السماحة التي يتمتع بها الشعب المصري".

الليبيون يتظاهرون احتجاجا على مقتل السفير الأميركي

ونزل العديد من الليبيين يوم الأربعاء إلى الشوارع في تظاهرات نددت بالهجوم على القنصلية الأميركية.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات مثل "كريس ستيفنز كان صديقا لكل الليبيين" و"اللصوص والقتلة لا يمثلون بنغازي أو الاسلام" و "هذا العمل لا يمثلنا".

وسار المتظاهرون الذين نددوا باستخدام العنف والسلاح في مسيرات متزامنة في كل منعفوية حتى ساحة الجزائر في طرابلس وميدان حتى الشجرة في بنغازي.

وبثت تلفزيون قناة ليبيا الحرة صورا للممظاهرات على صفحة الفايسبوك الخاصة به والتي احتوت أيضا على بيان وقعه لفيف من المدونين ونشطاء المجتمع المدني الليبيين الذين وصفوا الاعتداء بـ"الفعل الاجرامي المشين"، واعتبروه "مخالفا للشرع ومناقضا للتقاليد والأاعراف وتعديا على العهود والمواثيق الدولية".

» فيلم مسيء النبي محمد [صل الله عليه وال وسلم]
» قال النبي محمد صل الله عليه وال وسلم
» حجة الوداع:حجة الرسول محمد صل الله عليه وال وسلم
» ابناء النبي محمد صل الله عليه وال وسلم
» » الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم