مناجاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مروية ، عن العسكري ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام )
إلهي صل على محمد وآل محمد ، وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري ، وامتحى من المخلوقين ذكري ، وصرت في المنسيين كمن قد نسي . . . إلى أن قال - : ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على نفسه يعاتبها ويقول : أيها المناجي ربه بأنواع الكلام ، والطالب منه مسكنا في دار السلام ، والمسوف بالتوبة عاما بعد عام ، ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام ، فلو دافعت يومك يا غافلا بالصيام ، واقتصرت على القليل من لعق الطعام ، وأحييت مجتهدا ليلك بالقيام ، كنت أحرى أن تنال أشرف المقام ، أيها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين ، لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين ، وتشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها ، ودامت في الخلوات شدة حنينها ، وأبكى المستمعين عولة أنينها ، وألان قسوة الضمائر ضجة رنينها ، فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا وآثرت الآخرة على الأولى ، أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون ، ويحشر إلى ربهم بالحسنى والسرور المتقون